على حافة الحرف... وتحت وهج المجهر
ثمة أقلام لا تكتب .. بل تتكشّف…
لا تروي الحكاية، بل تصيرها…
وثمة كُتّاب، حين تمرّ بهم، لا تخرج كما كنت…
بل تخرج منك، وتعود إليك، وقد تغيّرت.
ضيفنا الأول ليس ضيفًا بالمعنى العابر للعبارة…
هو من سكَن النصّ حتى صار له جسدٌ من نبض،
وهو من إذا تنفّس الورق، تنفّست القصيدة،
وإذا نطق، تهجّأت الحروف اسمه دهشةً وسكونًا. الرايق… ذاك الذي يجعل من المجاز سفينة، ومن الحنين مجرّة، يكتبُ كأنّه يقطف اللغة من أعالي الغيم،
ويتركك في نهاية النصّ لا تعرف إن كنت قد قرأت… أم تورّطت في شعور لا مخرج له.
في حضرته، لا يُكتفى بالقراءة…
بل تُرتَّل الكلمات كما تُرتَّل الأناشيد العتيقة،
بخشوعٍ، وتأمل، ودهشةٍ جميلة أمام الحقيقة المخبأة بين السطور.
الليلة…
لا نفتح عليه بابًا بل نفتح فيه نافذة، نُلقي الأسئلة لا كحبّات الحصى، بل كمرآة يرى فيها نفسه لأول مرّة…
نغوص في الظلال، ونحرّك الغبار عن المعاني،
ونسأله كما لم يُسأل من قبل…
مرحبًا بك تحت المجهر، تفضّل إلى الضوء… فالحرف الآن ليس للنشر فقط، بل للتعرّي.