الأدارة ..♥ |
❆ فعاليات عَبق الياسمين ❆ | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
عبق الاخبـار العربيـه والعـالميه✿ (لِلـ .. صَـحآفهْ سٌلطَهْ وشَآن مِعْ آحددثْ المٌسَتجدآتْ ..!) ﹂ ✿ |
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
ثقافة الانفتاح
فتحت الإمارات مبكراً، ومنذ قيام الدولة، وإلى اليوم أبواب ثقافة الحوار؛ عبر دبلوماسية هادئة تنحاز دائماً إلى الخير والمحبة والانفتاح على الفكر الإيجابي، فضلاً عمّا هو قائم عملياً وعلى الأرض، والمقصود به القوّة الناعمة.. قوّة الثقافة وتوجيهها إلى قيم التعاون والإخاء. قرأ الفاتيكان جيداً هذه البيئة الإماراتية الثقافية والروحية والاجتماعية المتصلة أصلاً بتاريخ المنطقة وأدبياتها السياسية والثقافية، فكانت هذه الزيارة التي يتداخل فيها الإنساني، والرّوحي، والثقافي. أما الأهمية الدولية لهذه الزيارة فهي ذات صلة بالشخصيتين الدينيتين الكبيرتين البابا وشيخ الأزهر.. وبكلمة ثانية، سيأخذ الإعلام العالمي موقع المتابع والمحلل والقارئ لحيثيات هذا اللقاء المهم في دولة تنادي دائماً بالسلام والمحبة والحوار. من جانب آخر، لا ننسى الوزن الثقافي لبابا الفاتيكان وشيخ الأزهر، فالبابا فرانسيس مواليد 1936 وضع حوالي عشرة كتب بالإسبانية ثلاثة منها تتخذ من «التأمّلات» مجالاً للتفكير: «تأملات للمتدينين»، «تأمّلات بالحياة الرسولية»، «تأمّلات أمل» كتبها بين العامين 1982 و1992، ومن مؤلفاته أيضاً: «الفساد والخطيئة»، و«القوّة الحقيقية هي الخدمة». شيخ الأزهر د. أحمد الطيب (مواليد 1946)، إلى جانب مرجعيته الدينية عرف أيضاً العمل الأكاديمي في عدد من الجامعات منها: جامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض، وجامعة الإمارات، والجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد، ويلاحظ هنا وبشكل لافت أنه عضو الجمعية الفلسفية المصرية، ووضع عدداً من المؤلفات؛ منها: «الجانب النقدي في فلسفة أبي البركات البغدادي»، و«مدخل لدراسة المنطق القديم» وله بحث بعنوان «مفهوم الحركة بين الفلسفة الإسلامية والفلسفة الماركسية..» إلى جانب عناوين فكرية ثقافية أخرى. نريد القول، باختصار، إننا أمام شخصيتين مثقفتين إلى جانب رمزيتيهما الدينية والرّوحية، ولعلّ الرجلين يلتقيان عند نقطة حيوية جوهرية وهي ثقافة التنوير والانفتاح والحوار، هنا، في الإمارات التي تتبنّى وتمارس ثقافة الحياة، وترحّب بالأديان، وتحتفي بالثقافات التي تلتقي وقيم وأخلاقيات وسياسة الدولة. لا ننسى أيضاً في هذا السياق الروحاني، الديني الثقافي، أن نذكر بأن الكثير من المفكرين العرب التنويريين من المسيحيين: جورج طرابيشي، جورجي زيدان، فرح انطون، أحمد فارس الشدياق وغيرهم الكثير قرأوا التراث العربي والإسلامي، وانطلقوا من أسسه الفكرية والفلسفية، وفي المقابل، يتوازى مع هذا الصف الثقافي الفكري العربي المسيحي، صف فكري مسلم تنويري نقدي هو الآخر قرأ التراث ونقده وانطلق منه فكرياً ومعرفياً من مثل: حسين مروّة، محمد عابد الجابري، محمد اركون، وغيرهم كثر. النسيج الثقافي الإسلامي المسيحي نسيج عريق، وأكثر من ذلك أنجب تاريخنا العربي الإسلامي، كما أنجبت الثقافة المسيحية نخباً تنويرية نقدية التقت في فترات ذهبية من تاريخنا العربي على مبدأ الحوار والجدل والرأي، والرأي الآخر من دون حساسيات سلبية، ومن دون انغلاق على العقل والذات والفكر.
الساعة الآن 06:39 PM
|