|
|
عضويتي
»
25
|
اشراقتي
»
Feb 2017
|
كنت هنا
»
18-09-2023 (09:13 PM)
|
آبدآعاتي
»
492,540[
+
] |
سَنابِل الإبْداع
»
[
+
] |
هواياتي
»
|
موطني
»
|
جنسي
»
|
مُتنفسي هنا
»
|
مزاجي:
|
|
|
|
|
استقراء فى سورة يوسف
"نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3)"
و الحق سبحانه أنزل القرآن بالحق و بالحق نزل, و غاية القرآن هى معرفة الله سبحانه, و معرفة مراده من الخلق, الذى هو الإصلاح فى الأرض, و لو اختلف الخلق فى معايير الأخلاق و الأعراف التى بينهم, و تنازعتهم الأهواء كلٌ على شاكلته, و أحاطت بهم ظنونهم, لما وُجِد للإصلاح وسيلة, لذا فإن توحيد المنهج و ثبوته هو الطريق الوحيد للإصلاح, و من أحسن من الله حكماً, و هو خير الحاكمين.
يقول الحق سبحانه : "وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ ۗ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ (78)" غافر.
و الحق سبحانه يقص قصة يوسف عليه السلام, ليس من قبيل المصادفة, أو القصص بغير غاية, أو القصص لتكثير القرآن, بل إن الحق لم يقصص على المصطفى قصص رسلٍ, دعت إلى ربها و لاقت ما لاقت, ثم نجاهم الله بقدرته و رحمته, و حاق بأممهم ما كانوا يوعدون؛ بل إنها قصةٌ مختارةٌ بعنايةٍ فائقةٍ, و هى مختصرةٌ بغير تفريط, بليغةٌ بغير تعقيد, مشوقةٌ بغير اختلاق, واضحةٌ بغير إفراط, تاركة مساحةً كبيرةً للتدبر و التفكر بغير إبهامٍ للمضمون, مبلغة برسالات و أحكام, مفرجة للهموم و الأحزان. و القرآن كتابٌ نزل لمخاطبة العقل, و القصة نزلت لذات الغرض, و تساير نهج القرآن الكريم فى ضرب الأمثال و الموعظة و العبرة؛ و سورة يوسف مكية, و لما كان التحدى مازال قائماً باختلاق عشر آيات مفتريات من مثل القرآن, و قد كان درباً مستحيلاً بداهةً, مضاهاةِ وصف نعم الله سبحانه و أدلة وحدانيته, فضلاً عن وصف يوم القيامة و الحساب و الجنة و النار, فإن سورة يوسف قد أتت بمضمون محدد واضح, إلا أن أحداً لم يحاول قصها بشكلٍ يتحدى فيه القرآن العظيم, بما اشتملته من العلم و الحكمة.
و يأتى تأكيد الحق سبحانه على أنها قرآنٌ فى محله تماماً, فهو ردٌ صريحٌ و قذيفةٌ ناسفةٌ لقول الخوارج العجاردة بفرقهم العشرة," بأنها قصة عشق و لا يليق بها أن تكون من القرآن, و أنها دُست عليه"؛ إذ أن الحق سبحانه كان يعلم بعلمه القديم أن مِن خَلقِهِ من سيتردى إلى هذا الحد, و من العجيب أنهم قالوا بأن القَدَر مخلوق للإنسان, و أن الله لا يعلمه قبل وقوعه, غير أن الآية تفند زعمهم و تؤكد علم الله سبحانه بقولهم قبل وقوعه, و لا عجب أن يصدر مثل هذا الكلام من بعض فرق الخوارج, فعن أبي سعيد قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " يخرج فيكم قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم ، وصيامكم مع صيامهم ، وأعمالكم مع أعمالهم ، يقرءون القرآن ولا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية تنظر في النصل فلا ترى شيئا ، وتنظر في القدح فلا ترى شيئا ، وتنظر في الريش فلا ترى شيئا ، وتتمارى في الفوق " موطأ مالك رحمه الله, فإن كان هذا علم رسول الله بهم قبل وجودهم, فما بال علم الله تعالى بهم؛ و هم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم, فلا يصل إلى عقولهم, فلا يفقهوه, و لا يتدبروه, و غاية ما رأوه فى سورة يوسف أنها قصة عشق؛ و الحق أنها أحسن القصص؛ و كنا من قبل تنزيل القرآن لمن الغافلين عن أحكام الله و مراداته, و حكمته فى تدبير شئون خلقه, و ليس الكلام عن الغفلة أنها عن الله, فإنها لا تجوز, فإن الحق سبحانه يُعرَف بداهة بالعقل, فذلك أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام, عرف ربه بالتفكر و التدبر, و سيد الخلق جميعاً كان يتعبد فى غار حراء, و لم يسجد لصنم قط, و لم يعبد غير الله يوماً قبل نزول القرآن, و ذلك لقوله : "لما نشأت بغضت إليَّ الأوثان وبغض إليَّ الشعر، ولم أهم بشيء مما كانت الجاهلية تفعله إلا مرتين فعصمني الله منهما، ثم لم أعد" ابن عساكر و القاضى عياض؛ و العقل يعرف السمين من الغث, و الخير من الشر و الصواب من الخطأ بداهة, و لكنه يجهل التطبيق الصحيح و مراد الخالق منه لحين إرسال الرسل بالرسالة - و هذا من جملة كلام المعتزلة, فقد أصابوا كثيراً و أخطؤوا كثيراً - و مثال ذلك خير من مشى على الأرض بعد الأنبياء, عبد الله بن عثمان بن عامر, و كنيته أبو بكر الصديق, فلم يسجد لصنم, و لم يضع نفسه فى مواطن الشبهات, و كان من أحسن العرب قاطبة خَلقاً و خُلقاً قبل الإسلام؛ و ذنوب بنى آدم جميعاً أصلها الطمع و الغفلة, الطمع فى ما ليس له, و الغفلة عن تدبر الأمور, و معرفتها قبل إتيانها, و الغفلة عن القول و تدبره إن كان صحيحاً من عدمه, فالغفلة بعد التنزيل نصف الذنوب. ...... و مجمل القول هو التدبر و التفكر فى السورة الكريمة.
ذلك مما رأيت, فإن كان حسناً فبفضل الله و منته, و إن كان خطئاً فمن نفسى و من الشيطان فأبرأ منه و أستغفر الله تعالى عليه.
والله اعلم
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
آخر تعديل مرافئ الذكريات يوم 07-04-2019 في 09:58 AM.
07-04-2019, 11:44 PM
|
#7
|
|
رد: استقراء فى سورة يوسف
لا يمكنكم مشاهده باقي المشاركة لأنك زائر ...
فإذا كنت مشترك مسبقا معنا فقم بتسجيل دخول بعضويتك
للمتابعة و إذا لم تكن فيمكنك تسجيل عضوية جديدة
مجانا ً (
من هنا )
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
|
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 05:47 AM
|