الدولة الغزنوية

تاريخ الأمم
لكل أمةٍ تاريخٌ يتحدث عن الحياة التي كانت سائدةً خلال حكمها ووجودها، وقد وصلت مظاهر الحياة إلى الحضارات والأمم اللاحقة عن طريق دراسة الآثار التي خلفوها وراءهم، فاستطاع المؤرخون وعلماء التاريخ دراسة ما تتركه الحضارات خلفها لمحاولة استنتاج المراحل التي مرت بها تلك الأمة وتوثيقها لتكون دليلًا على خط سير الإنسان منذ نشأة الأرض، والأمة الإسلامية من الأمم التي تعاقبت على قيادتها عدة دول منها ما كان ضعيفًا ومنها ما كان قويًا أدى إلى ازهارها مثل الدولة الغزنوية التي قامت خلالها نهضةً حضاريةً كبيرةً، وللمزيد من الفائدة سيقدم المقال معلومات عن الدولة الغزنوية.

الدولة الغزنوية
الغزنويون، بنو سبكتكين هم عبارة سلالة تركية سيطرت على حكم أفغانستان وخرسان وشمال الهند في الفترة الواقعة ما بين 977م إلى 1150م، ثم سيطرت على البنجاب حتى عام 1186م، وقد كانت غزنة عبارة عن ولاية نائية بأفغانستان تحكمها الدولة السامانية كما هو الحال في خراسان وبلد ما وراء النهر، وقد أسس هذه السلالة سَبُكتكين حيث اتخذ لنفسه لقب أمير، ولكن فيما بعد اتخذ الحاكم إبراهيم لقب السلطان وكان أول من أخذ هذا اللقب، واعترف سَبُكتكين بسيادة السامانيين بل إنه قدم لهم العون في حروبهم ضد أعدائهم، واهتم بشكل خاص بالدويلات الهندية في البنجاب، وخاصةً سلالة شاهو Shahü، كما استطاع الاستيلاء على عدد من القلاع على الحدود الهندية، وهذا أدى إلى إرساء قواعد الدولة الغزنوية، وبعد وفاة المؤسس سَبُكتكين استلم الحكم ابنه إسماعيل سنة 387هـ/997م ولكن أخاه محمد أطاح به واستولى على الحكم سنة 389هـ، ويعد محمود الغزنوي من أشهر الحكام حيث بلغت الدولة الغزنوية أوجها خلال مرحلة حكمه، وقد كان يشتهر بانتمائه الكبير للدولة العباسية وقد خطب للخليفة العباسي القادر بالله فأعطاه الخليفة لقب يمين الدولة وأمين الملّة، واشتهر بحبه للجهاد في سبيل الله تعالى ونشر الدين الإسلامي فكثرت غزواته إلى بلاد الهند، توفي محمود الغزنوي سنة 421هـ/1030م.

لقد امتازت الدولة الغزنوية بضمها للعديد من الأجناس السكانية على أراضيها مثل الأتراك والفرس واليهود والنصارى وغير ذلك، وتطورت الدولة من جميع الجوانب بفضل هذا التنوع، وقد تركت وراءها القصور التي تدل على عيشها حياة رفاهية، كما توصل المؤرخون إلى أن حكام الدولة الغزنوية قد اهتموا بمظاهر التسلية والترفيه من خلال المواكب المهيبة للسلاطين ومظاهر الزينة في حفلات الزواج ومراسم تولية السلطان أو في تنصيب الوزير، وألعاب المصارعة وحمل الأحجار الثقيلة والصيد والمبارزة وغيرها من الألعاب.

الدولة العباسية
لقد قامت الدولة الغزنوية في ظل الدولة العباسية، والدولة العباسية نشأت على يد العباس وإليه نسب الاسم، فقد قامت بعد أن قضت على الدولة الأموية التي كانت تمر بمراحل من الضعف والانهيار، وقد اتفق المؤرخون على أن الدولة العباسية مرت بعصرين؛ العصر العباسي الأول ويمتاز بالتطور والازدهار، والعصر العباسي الثاني وهو عصر التدهور والانحلال.

أسيرة الموج ,همس الروح معجبون بهذا

المصدر : منتديات عبق الياسمين

 

شكرا بحجم الكون حبيبتي حنو على التوقيع الرائع