الفرق بين سلامة الصَّدر والبَلَه والتَّغَفُّل
📚 يقول ابن القيِّم :
(والفرق بين سَلَامة القلب والـبَلَه والتَّغَفُّل : أنَّ سَلَامة القلب تكون من عدم إرادة الشرِّ بعد معرفته ، فيَسْلَم قلبه من إرادته وقصده ، لا من معرفته والعلم به ، وهذا بخلاف الـبَلَه والغَفْلة ، فإنَّها جهل وقلَّة معرفة ، وهذا لا يُحْمد ؛ إذ هو نقص ، وإنَّما يَحْمد النَّاس من هو كذلك ؛ لسَلَامتهم منه ، والكمال أن يكون القلب عارفًا بتفاصيل الشَّرِّ ، سليمًا من إرادته ، قال عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه : (لست بِخِبٍّ ولا يخدعني الخِبُّ). وكان عمر أعقل من أن يُخْدع ، وأورع من أن يَخْدع ، وقال تعالى :*{يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} *[الشُّعراء: 88-89]*فهذا هو السَّليم من الآفات التي تعتري القلوب المريضة ، من مرض الشُّبهة التي توجب اتِّباع الظَّنِّ ، ومرض الشَّهوة التي توجب اتِّباع ما تهوى الأنفس ، فالقلب السَّليم الذي سَلِم من هذا وهذا).